الحلقة الـ 35 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : ماذا تتطلب النتائج المنطقية لنجاحها في تعديل سلوك الأبناء؟
......................................
لكي يستفيد الآباء من استخدام النتائج المنطقية في تعديل سلوك أبنائهم ..ينصح خبراء التربية عدة أمور تستوجب منهم تطبيقها ليكون استخدام هذه الطريقة التربوية ناجحة .
أولاً : على الآباء استخدام نبرة أصواتهم العادية الحازمة وهم يستخدمون نتائج أفعال ابنائهم المنطقية لردع تصرفاتهم السلبية ..لإن ذلك يعطي أفضل النتائج في تحسين سلوكهم ..حيث أن صوت الآباء الغاضب المتسلط يسحب إحساس الأبناء بالمسؤلية وقد يتحول تأديبهم إلى صراع بالكلام بينهم وبين آبائهم
ثانياً : تصرف ببساطه مع أبنائك ..الأمر ليس بحاجة إلى تعقيد ولا إلى الدخول في التفاصيل لإن النتيجة المنطقية لسوء سلوك الأبنآء تعمل على تطوير سلوكهم ..إن أكثر الحالات تحدث نتيجة لتصرف طفل مع طفل آخر ..من خلال سلوك معين يقوم به أحدهما .. وما على الأب هنا إلا أن يفصل الذي أساء التصرف عن الآخر ..أو أن يتحمل الطفل المسيء النتيجة المنطقية لسوء سلوكه بطريقة مباشرة ..كطفل مثلاً لو استخدم لعبة ولا يشارك بها صديقه (يحرم منها لمدة محدودة ) أو حرمان الطفل المخطىء من امتياز معين يمارسه لمدة يوم ( مثل مشاهدة التلفزيون ) وهكذا .
ثالثاً : وضع خيارين أمام الطفل قبل أن يرتكب السلوك الخاطىء..وعليه بعد ذلك أن يتحمل النتيجة المنطقية لاختياره .
ولنأت بمثال على ذلك ليتمكن الآباء تطبيق هذه الطريقة .
عمر طفل في الثامنة من عمره ..يسكن في منطقة جبلية ..كان يرغب في أن يمارس التزحلق بالحذاء مع أصدقائه في منطقة آمنة ..لكن والده يفضل أن يرتدي ملابس واقية وغطاء لرأسه عندما يلعب معهم ..خصوصاً وأن بعضهم قد أصيب بجروح من قبل نتيجة لتهورهم في التزحلق بإحذية التزحلق ..إلا أن عمر يرى أصدقائه لا يهتمون بارتداء ملابس واقية مثله وغطاء للرأس ..فطلب من والده أن لا يفعل ذلك هو أيضاً ..لكن والده رفض ..و أعطاه خيارين ..إما أن يفعل ما قال له أو لا يلعب بالحذاء وسأله أيهما يفضل ؟..ولم يجد عمر بد من الإلتزام بما اختاره لكي يلعب .. وهو أن يرتدي الملابس الواقية والقبعة .
وتعد الإختيارات المحدودة من أفضل ما يمكن أن يتعامل بها الآباء مع أبنائهم في هذه المواقف كنتائج منطقية لسلوك الأبناء في حالة ردعهم..حتى يدركوا أن لديهم مسؤلية نحو ضرورة الإلتزام بقراراتهم .
رابعاً :من الضروري توقيع العقوبة كنتيجة منطقية لسوء السلوك فوراً :
مثلاً على الأب إذا أصر عمر على التزحلق دون أن ينفذ وعده لوالده أن يحرمه من اللعب طوال اليوم فوراً ..وسيرى الأب أن إبنه سيلتزم بوعده في المرة المقبلة لإنه جرب النتيجة المنطقية لعدم التزامه لما يريد ه والده لمصلحته .
لورا الطفلة البالغة من العمر سبع سنوات ضربت إختها على بطنها وهي تحاول إزاحتها عن مكان استلقائها وهما تشاهدان التلفزيون ولا توجد إلا كنبة طويلة واحدة ..وسمعت الأم صراخ إبنتها ..وجاءت إلى غرفة التلفزيون لتحاول معرفة سبب بكائها
كذبت لورا وهي تقول لإمها " كنت أحاول بلطف إزاحتها عن الكنبة لإتمكن من الإستلقاء عليه "
علقت إختها " لا ياأمي ..لقد ضربتني على بطني "
قالت الأم بحزم لإبنتها لورا " نحن لا نضرب الآخرين على بطونهم ليتحركوا .. ..عليك البقاء في غرفتك عشر
دقائق نتيجة لمخالفتك قانون الأسرة ..ثم تعودين .."
عندما جاءت الأم كان وقت الإختيار قد أنتهى .. لإن ابنتها لورا قد كسرت قانون الأسرة فعلاً ..وعليها أن توقع عليها العقاب فوراً ..أي أن عليها أن ترسل إليها رسالة حازمة فعليه لتؤكد قانون الأسرة.
خامساً : أن يستخدم الآباء توقيت معين لينهي الطفل واجبه وإلا سيتحمل النتيجة المنطقية لتأخره .
مثلما حدث لوليد الذي كان يتأخر في الإنتهاء من ارتداء ملابسه وتناول إفطاره ..قبل الذهاب إلى المدرسة ..ويؤخر والده عن عمله ..لذلك قرر والده أن يضع له توقيت محدد هو عشرون دقيقة لكي ينتهي من كل شيء بعد نهوضه من النوم ليأخذه إلى المدرسة وإلا فإن عليه أن يمشي إليها عشرون دقيقة .
كالعادة ..اختبر وليد والده وتأخر عن الوقت المحدد ..وفوجىء به يركب سيارته ويقول له .
" عليك اليوم أن تسير إلى المدرسة "
بكى وليد وألح على والده ليأخذه ..لكنه أصر قائلاً .
" سنجرب ذلك غداً ..اليوم عليك الذهاب ماشياً "
وكان وليد في اليوم الثاني جاهزاً بجانب السياره في الوقت المحدد ليأخذه والده إلى المدرسة .